أردني - نادر سليمان - رغم البداية القويّة لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز وفريقه الوزاري من الميدان، إلا أنّ الشهور الأخيرة شهدت ركوداً ملحوظاً في توجّه الحكومة وزياراتها للمحافظات، حيث اقتصرت أنشطة الرئيس ووزرائه على اجتماعات ولقاءات حواريّة بروتوكوليّة، أو افتتاح مشاريع مختلفة غالباً ما تكون في العاصمة عمّان.
والحقيقة أنّ الحكومات المتعاقبة كانت مقصّرة حيال هذه المسألة، إذ أن تواصل المسؤولين بمختلف رتبهم مع المحافظات والمناطق المحيطة بها يقتصر على افتتاح المشاريع الثانويّة التي لا يحتاج تشغيلها إلى وجود مسؤولي الصفّ الأول.
حتى أنّ مجلس الوزراء بدلاً من أن يعقد اجتماعاته في المحافظات للتعرّف على الحاجات والقضايا التي تهمّها أقدم على استدعاء مجالس المحافظات إلى العاصمة عمّان ليستمع من رؤسائها إلى تلك المشاكل والاحتياجات، وهذا بحدّ ذاته يسجّل كنقطة سلبية على الحكومة.
وحتى لا نظلم أحداً، فإن هناك عدداً محدوداً جداً من المسؤولين مهتمون بالعمل الميداني وزيارة المحافظات، لكن عددهم قليل ولا يعطون انطباعاً عامّاً عن اهتمام الحكومة بالعمل الميداني والتعرف على مشاكل ومتطلبات المحافظات على أرض الواقع.
لقد فشلت الحكومات المتعاقبة في كسب ثقة الناس بسبب انعدام التواصل المباشر، وسوء إدارة الموارد المتاحة عبر التركيز على المركز وترك مناطق الأطراف دون اهتمام، وذلك يعود إلى عدم معرفة المسؤولين أصلاً باحتياجاتها.
وبالتالي، فإنّ واجب الحكومة الحاليّة أن تتجاوز ما فشلت فيه غالبية الحكومات السابقة، وأن تعطي للعمل الميداني والتواصل مع المواطنين جلّ اهتمامها، وأن يخرج المسؤولون من مكاتبهم إلى المؤسّسات والشوارع والساحات العامّة، ليتلمّسوا هموم الناس وحاجاتهم، ويقفوا على أعمالهم ومسؤوليّاتهم على أكمل وجه.
ربِّ اجعل هذا البلد آمناً..