أردني - رائد أبو عبيد - ما أحوجنا اليوم لثقافة التسامح والتصالح والعفو والمحبة وما أحوجنا اليوم أكثر من أي زمن وحقب زمنية مضت لهذه الثقافة ونشرها بين الناس والمجتمعات ليسود الأمن والحب والحياة السعيدة وتبرز القيم والأخلاق الفاضلة التي نبحث عنها في مجتمعاتنا اليوم فلا نكاد نجدها بسبب ثقافة الكراهية والحقد والتناحر والصراع والحسد وكذلك الأنا وحب الذات وعدم الاعتراف بالآخر، نظراً لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بسبب ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية صغيرة ممّا يحتِّم على الجميع التفاعل والتعاون من أجل حياة سعيدة آمنة،ومستقبل واعد أفضل وأجمل.
فبالتسامح والتصالح والعفو والمحبة والوئام والحياة الطيبة بين المجتمعات ونبذ الغلو والتطرف والعنف والقوة وتصفية الحسابات وإزهاق الأرواح والاعتداء على الممتلكات وايذاء الاخرين بلا أدنى سبب، وفي ظل الود والعيش والتعايش السلمي يسود الاحترام المتبادل بين الناس باختلاف أفكارهم ومشاربهم الفكرية والمذهبية ونبني غدا افضل للاجيال اللاحقة.
فبنشر هذه الثقافة وتفعيلها بين الناس بصدقٍ ونيةٍ صافية يعود نفعها على الناس جميعاً ويعود خيرها على المجتمعات و يعود نفعها وخيرها على البشرية جمعا، وكل ذلك لن يأتى إلا بوجود الفهم والوعي والعيش والتعايش والتسامح ونشر ثقافة المحبة والسلام والوسطية والاعتدال ووجود الرغبة الصادقة والنية المخلصة والإيمان العميق بذلك، لننطلق نحو النمو والنهوض والنجاح واللحاق بالآخرين والتفوق عليهم، وبالتالي سنجد أن بالتسامح والعفو والتعايش السلمي بين الناس والتعاون والتكافل، التواد والمحبة، حب الخير ونشره بين الناس تقل الجريمة وينعدم الثائر والتفكير في الانتقام والعفو عند المقدرة وجعل العفو أداة شكر على القدرة على الظالم أو المعتدي وغيره و ينعم الناس بالحياة السعيدة والأمن النفسي وذهاب الإحباط والأمراض النفسية والاكتئاب و تعود معظم القيم التي ذهبت أدراج الرياح بسبب الواقع اليوم الذي تعيشه الانسانية جمعاء.