أردني - أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، أن الحكومة استمعت بكل اهتمام إلى نقاشات مجلس النواب للبيان الوزاري، معتبرا أنها تنم عن إدراك لمتطلبات المرحلة وصعوبتها.
وأضاف الخصاونة، أن النقاشات تؤسس لانطلاقة واعدة لتجسير الفجوة مع أبناء المجتمع الأردني، منوها بأن الثقة لا تستعاد بالأحاديث والخطابات أو البرامج النظرية بل بالجهد الوطني والعمل المخلص والتشاركية الحقيقية.
وقال، “نحن شركاء في تعزيز مسيرة الوطن ورفعته وإعلاء شأنه وصونه بالأرواح والمهج وخدمة الأهل في كل بقعة، شركاء في الحفاظ عليه وخدمته وحماية المصلحة الوطنية العليا وبذل كل جهد لتجاوز التحديات وسنتجاوزها بتعاوننا وتشاركننا”.
وبيّن، أن “العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب ليست تنافسية، ونسعى لأن تكون علاقة صحية وتعزز أدوارنا ونتعاون فيها من أجل مصلحة الوطن”.
ولفت إلى أن الحكومة تؤكد حرصها على مكانة مجلس النواب، معتبرا أن هيبة المجلس من هيبة الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن “الحكومة لن تتنازل عن الاختصاص الدستوري وستنظم جميع المؤسسات بحسب الدستور وستتحمل الحكومة لوحدها المسؤولية الدستورية المتلازمة مع السلطة، ولن تجدها يوما تؤشر إلى آخرين عندما تساءل عن اختصاصاتها ولن نرضى تمرير المسؤولية والخطأ لغيرنا”.
وقال، “الحقيقة لم أجد في مناقشاتكم ما نختلف عليه في الحرص على خدمة المواطنين لكن أولوياتنا قد تتباين والاختلاف سنة كونية، لقد أبدى العديد من المجلس تساؤلات عن شكل البيان الوزاري وأن لا يحمل برنامج تنفيذي ومشاريع محددة ولا يحكمه مدد محددة وهذا حق مشروع، لكن كما أشرت في البيان الوزاري”.
وتابع، “أن الحكومة ستقوم برفع برنامج تنفيذي مفصل خلال 100 يوم يتضمنه الرؤية والمنهجية الشاملة للتعامل مع مختلف القضايا لمختلف القطاعات وفق مواقيت زمنية وأدوات واضحة لقياس الإنجاز لتكون الحكومة مسؤولة عنه أمام الملك ومجلس الأمة والحقيقة أن مسودة البرنامج التنفيذي والتي تترجم البيان الوزاري هي في مراحلها النهائية بعد رفع للمقام الأسمى”.
*المعلم
وتطرق رئيس الوزراء إلى أن المعلم في عمق وجدان جلالة الملك وأحد الركائز في بناء الوطن.
وأوضح الخصاونة، “سنحافظ على كرامة المعلم وقدسية مكانته توظيفات في غير مكانه ودوره الاجتماعي، هذه الحكومة وسابقتها وكل التدابير التي أخذت منظورة أمام القضاء والتي تحتم على الحكومة احترام مبدأ الفصل بين السلطات، وأن لا تشتبك في ذلك، ولن تدخر الحكومة جهدا في دعم المعلمين مهنيا ومعيشيا من أجل دعم رسالتهم”.
وأكد على سعي الحكومة لوضع برامج لرفع سوية البيئة التعليمية وتطوير المناهج مع المحافظة على القيم الأصيلة فيها، قائلا “منفتحون لمناقشة أي موضوع من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وتذليل الصعوبات”.
*الجامعات
وأعلن رئيس الوزراء إعادة النظر بسياسات القبول الجامعي حيث ستأخذ اهتمامات الطلبة لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعديل تعليمات صندوق دعم الطالب من أجل تحقيق العدالة وإضافة معايير جديدة تمكن من الوصول إلى الطلبة الأكثر حاجة للدعم.
*إلغاء تعليمات عدم تجديد جوازات السفر من المطلوبين في الخارج
وأكد “الحكومة التزامها قولا وفعلا بمبدأ سيادة القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء ودعمها لاستقلال السلطة القضائية وتفعيل العقوبات الاجتماعية كبديل عن العقوبات السالبة للحرية، والحكومة ستعمل على إلغاء التعليمات بعدم تجديد جوازات السفر من المطلوبين في الخارج”.
أما عن حبس المدين قال، إنها “معقدة وتحت لمعالجة راشدة كونها تتعلق بحقوق واجبة وبتشريعات نافذة قد تحتاج لتعديلات من قبل المجلس والوصول إلى صيغة متوازنة”.
* لم نقدم أي شكوى بحق أي صحفي
وأكد، أن الحكومة منفتحة على أي مقترح يقدمه مجلس النواب من أجل ذلك وهو حق دستوري أصيل للمجلس، مشددا على حرصها على حرية التعبير والحريات العامة وصون حقوق الانسان، بلا استثناء.
كما أكد على حرص الحكومة على الشفافية والانفتاح وتمكين وسائل الإعلام من عملها وفق القانون، وهذه الحكومة لم تقدم أي شكوى بحق أي صحفي أو وسيلة إعلام بأي شكل من الأشكال وتحرص على تطوير وسائل الإعلام الرسمي وتذليل العقوبات والعاملين فيها.
وشدد على أن الحكومة فتحت أبوابها للتواصل والحوار البناء مع النقابات المهنية بل ستبادر في ذلك، من منطلق معرفتا بالدور الذي تقوم به من أجل خدمة منتسبيها.
أما الشباب، فتعكف الحكومة، وفق الخصاونة، على وضع خطط تنفيذية بالتشارك مع الجميع والشباب أنفسهم لتنفيذ الاستراتيجية للأعوام من 2019 – 2025 وتعزيز ريادة الأعمال وتأهيليهم لسوق العمل لتسهم بالتنمية بمختلف أشكالها.
وتدرس الحكومة تحويل المجمعات الرياضية إلى نواة لمدن شبابية لتكون هناك مدينة في كل محافظة ودعم الأندية والمنتخبات الوطنية في مختلف الأنشطة والألعاب.
وأكد على التركيز “لتوفير فرص عمل جديدة يساندها برامج تأهيل مهني لتلبية سوق العمل المحلي والخارجي وخاصة بالبرامج الرقمية، وعلى مستوى قصير المدى تعمل الحكومة على تصويب العمالة الوافدة غير المرخصة والتي تزاحم الأردنيين في سوق العمل، أما على المستوى متوسط الأمد وطويل الأمد زيادة معدلات النمو الاقتصادي لزيادة الوظائف بالشراكة مع القطاع الخاص وتوفير بيئة عمل تنافسية”.
*إطلاق صندوق استثماري وآخر للمسنين
وتدرس الحكومة إطلاق صندوق استثماري ليقوم بتمويل مشاريع استراتيجية تحقق عوائد للمستثمرين وتحقيق عوائد اجتماعية للمواطنين، بحسب الخصاونة.
وقال، إن “الحكومة مستمرة بدعم الفئات الأقل حماية بقيمة 320 مليون دينار والتي شملت توسيع قاعدة الأسر المستفيدة بقدر 100 ألف أسرة، وتحديث المظلة بما يمكن من الوصول إلى الأسر التي تستحق الدعم، وإنشاء صندوق خاص للمسنين لدعمهم”.
*اتفاقية العطارات
وأكد، أن الحكومة توقفت عن إعطاء أي موافقات لشراء طاقة جديدة أو التجديد لأي اتفاقات سابقة لاستغلال المحطات القادمة، وتم إحالة اتفاقية العطارات للتحكيم الدولي ونتابعها باهتمام.
وشدد على أن الحكومة تعمل على بحث جميع قضايا الطاقة بما يخدم المصلحة الوطنية العليا.
ولفت إلى أنه سيتم توسيع مظلة التأمين الصحي من خلال إشراك الفئات غير المؤمنة خلال العامين القادمين.
*لا ضرائب جديدة
وأكد رئيس الوزراء، أن الحكومة لن ترفع الضرائب بل ستقوم بتطوير منظومة التشريعات لوقف إهدار المال العام وتحسين الخدمات المقدمة للمستثمرين والمواطنين وهذا حق وليس منة”.
وأضاف أن “الحكومة ستقوم بإغلاق أي باب للتهرب وعقد اتفاقيات التي تمنح التفضيل مع الاستمرار في تطوير الصناعات الغذائية والزراعية ومنع الاحتكار وضمان توفير السلع بأسعار عادلة”.
وجدد الخصاونة التأكيد على دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدين، معتبرا أنها ثابتا أصيل ولن تدخر جهدا في تقديم أوجه الدعم، قائلا “فهم قرة عين القائد ودرع الوطن وسياجه الحصين وتضحياته جليلة، وتنفيذا للتوجيهات الملكية أقرت الحكومة عددا من الأنظمة والتي ستساعد في تحسين أوضاعهم المادية”.
* القطاع الزراعي
وقال الخصاونة، إن القطاع الزراعي يتمتّع بمزايا وحوافز ضريبية؛ سواء أكانت ضمن الضرائب المباشرة أو غير المباشرة.
وبيّن، “نعمل حاليّاً على تنفيذ مشروع “الخارطة الزراعيّة” التي سنستثمر من خلالها أجزاءً من أراضي الخزينة الصالحة للزراعة من أجل توسيع الرقعة الزراعيّة، وتشغيل الأيدي العاملة الأردنيّة، ودعم الأمن الغذائي”.
وأشار إلى أن الحكومة ستبذل أقصى طاقاتها من أجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجيّة اللازمة لتحقيق الأمن المائي، وتأمين مصادر جديدة للمياه، وتعزيز الحصاد المائي.
وأكد أن الحكومة في هذا الصدد حرصها على دعم قطاع الإنشاءات، نظراً لدوره المهمّ في تحريك الاقتصاد الوطني، وتشغيل الأيدي العاملة.
*القضية الفلسطينية
وأكد رئيس الوزراء إسناد الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتصرف بالحرية والدولة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهي السبيل للحل الشامل، “فلا سلام دون تلبية جميع الحقوق ومعالجة قضايا الوضع النهائي بناء على قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن مصالح الأردن”.
وشدد على أن “موقف الأردن تجاه قضية اللاجئين أنها قضية من قضايا الوضع النهائي وتحل ضمن قرارات الشرعية الدولية والقرار الأممي 194 ويما يضمن العودة والتعويض”.
وتابع، “تكريس حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية والحفاظ على الوضع القانوني ومواجهة أي تغيير إسرائيلي وتواصل العمل مع الأشقاء لتعزيز العمل المشترك ومواجهة كل التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، ونجدد الترحيب بما تم من مصالحة بين الأشقاء قبل أيام، فالأردن مؤسس في جامعة الدول العربية ولم يكن إلا مبادرا للعمل المشترك وجمع كلمة الأمة”.
*لا استدانة ولن نكون حكومة مرتجفة
وتطرق إلى أنه لن يكون هناك أي استدانة اضافية، وإذا تم فسيكون ضمن نمط المشاريع الإنتاجية وللإسهام بشكل جاد في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة فقط، وتلتزم بالعمل المخلص وأن لا تكون حكومة مرتجفة وتلتزم بالصدق لأنه منجاة ولن تسوق الوهم لا على المجلس ولا على الأردنيين الشرفاء”.
وتابع، “تعدكم الحكومة، إن حظيت بثقة مجلسكم الكريم، بالعمل الجاد والنزيه قولاً وفعلاً وممارسة، وبالتعاون معكم، في تطوير مقاربات تعيدنا إلى المسارات المنتجة مرة أخرى، التي توفر معالجات جادة من شأنها أن ترمم وتصلح القطاع العام، وتعالج بعض أوجه الوهن التي نالت منه”.
*مظاهر الفساد بقعة سوداء صغيرة
كما وعد الخصاونة بأن تتصدّى الحكومة لمظاهر الفساد بكلّ حزم وشفافيّة، مشدّداً في هذا الصدد بأنّ الخير والعفّة والطهر، ونظافة ذات اليد، تبقى هي القيم السائدة لدى كلّ الوطنيين، وفي المؤسّسات الأردنيّة.
ولفت إلى أن مظاهر الفساد هي بقعة سوداء صغيرة، في محيط واسع أبيض، جعل هذا الوطن دوماً أمثولة طيّبة، ومحطّاً للفخر والاعتزاز.
وقال، “سنعمل جميعاً على استئصال هذه البقعة السوداء (الفساد)، ويتعيّن علينا في ذات الوقت، أن لا نقع في شرك إعطاء الانطباع الخاطئ في أنّ هذه البقعة السوداء الأصل، إنّما القاعدة الشاذّة، كما هي بالفعل”.