أردني - رائد أبو عبيد - غرد جلالة الملك بالامس وكان يبدو الغضب جليا بين كلماته، وخاصة حين تناول موضوع تسريبات وثائق رسمية، وهنا يجب علينا الانتباه والتأكيد على ان غضب صاحب التاج الملكي لم يأتي من فراغ وانما عن حس وطني عال بان ما يجري يدور في فلك مخطط مشبوه ومرسوم تقوده بعض الجهات الخارجية والتي تغزل على منوال هذه التسريبات امراضها النفسية، وتسعى لخلق نوع من البلبلة السياسية والوشايات المختلقة التى تؤدى فى طبيعة الحال الى تأجيج الصراعات الداخلية وتشتيت رأي الاردنيين وصرفهم عن دوائر الاهتمامات في اوضاعهم حتى تتمكن هذه الجهات المسمومة لتنفيذ اجندتها وهذا بعيد عن عيونهم.
وعاود جلالته التأكيد في تغريدته ان القانون هو سيد الموقف وان من يثبت عليه ومهما كان منصبه او مكانته ان قام بتسريب وثائق فانه سيحاسب قانونيا وسينال جزائه، وسكون عبرة لغيره، لخطورة هذه الخطوة على امن الوطن.
وقد انتشرت في الاونة الاخيرة الكثير من تسريب الكتب الرسمية عن طريق تصويرها بكاميرا هاتف خلوي وتسريبها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي او بعض المواقع الالكترونية الاخبارية في تجاوز واضح لميثاق الشرف الصحفي والذي يمنع تداول كتب رسمية بين رئيس ومرؤوس.
وحذر الملك من اغتيال الشخصية ونشر المعلومات المغلوطة لما لها من تأثير سلبي على المواطنين، وهنا لا بد لنا الا أن نؤكد إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في نقل هذه المعلومات، سواء وثائق أو صوراً، وهي ساهمت بشكل كبير في عملية النشر.
مع ضرورة الاشارة الى أنه ربما من يقوم بعملية النشر لا يدرك مدى خطورة المعلومة وأهميتها وحساسيتها، وأن كثيراً من العاملين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي لا يعلم مدى خطورة نشر وإعادة رتويت المنشور أحياناً دون اي ادراك لخطورة ما كتب فيها او الهدف منها.وفي تغريدة اخرى لجلالته اكد فيها انه لا بد من أن يرتكز التوظيف على أسس العدالة والنزاهة، وفي الوقت ذاته يجب أن لا يتعرض شبابنا، للإساءة والتجريح. فرص العمل يجب أن تكون متاحة لجميع الشباب بشفافية ومساواة، ضمن معيارين أساسيين، هما الكفاءة والجدارة.
وهنا يجب على الحكومة ان تلتقط هذه الكلمات وتعمل وفق توجيهاتها، فهي دستور مبسط لاسس التعينات والمقابلات، ولضمان عدم وقوع ظلم على احدهم، وهو ما اعتدنا عليه من رأس الدولة حين يدخل نفسه في احدى مشكلات الحكومة فيكون كلامه هو الحل الوافي والشامل والمرضي للجميع، فقد كان وسيبقى جلالته دائما في نظر الاردنيين الملجأ والموئل الاول والاخير، حين يشتد الكرب والضنك عليهم.
حفظ الله الاردن قيادة وشعباً وارضاً
مقالات
حين يتكلم الملك
بقلم: رائد أبو عبيد