أردني - رائد أبو عبيد - أربعة محطات مرت بنا قبل ايام وبالتحديد قبل يومين فقط، فيهما دلالات ملكية ورسائل انسانية تملؤها الحب والانتماء، وسياسية صارمة لكل مشككك او مدعي قراءة مواقف، ودليل كبير وايجابي على ان الهاشميين يتابعون كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد.
المحطة الاولى تتجلى بحنية الاب القائد على ابناءه الايتام، هذا الملك الانسان، الاب الحاني، صانع الامل والبسمة، وهو يستشعر الايتام خلال مأدبة افطار وهو ينظر لهم بكرامة العظماء يدافع عن حقهم بالعيش بحرية وامان وكرامة، انت ايها الهاشمي الاعز مكانة ستظل بنا ونستظل بك.
والمحطة الثانية هي كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال مادبة افطار في الطفيلة، حين قالت وبعفوية مطلقة للشباب (كيف الورء)، كيف الورء ليست مجرد مزحة عابرة بل هي رسالة تأكيد ان كل ما يجري في البلاد يصل للعائلة المالكة وان متابعتهم لمجريات الحياة بين الاردنيين مقدمة على كل الاولويات، وين الورء يا سادتي هي رسالة ايجابية ان كل من يناشد الهاشمين يصل صوته، ونحن هذا ما نريده وكنا دوما نطالب به ان يسمع القصر صوتنا وها هي السيدة الاولى تؤكد لنا ان صوتنا دائما يصل لهم، وبإبتسامتها التي لا تفارق محياها تقول لابناء وبنات الطفيلة الهاشمية كيف الورء، نجزم انها طيبة سيدتي وننتظر تذوقها.
المحطة الثالثة، هي الجلسة على طاولة مستديرة الشكل، مع صهر الرئيس الاميركي جاريد كوشنير وهي للتوضيح له باننا كلنا متساوون في الحقوق، بالرغم من اختلاف وجهات نظرنا، الا اننا على موقفنا الرافض للمساس بالقضية الفلسطينية، وان القدس الشرقية ستبقى عاصمة دولة فلسطين المستقلة، وان كل ما يدور خلف الكواليس وبالرغم من كل الضغوط الا ان اللاءات التي اطلقتها هي الثوابت التي تسير عليه سياسة الاردن لا للتوطين، ولا للوطن البديل، ولا للتنازل عن القدس.
والمحطة الرابعة اليوم هي قمة مكة، هذه القمة التي سيكون ما بعدها ليس كما قبلها فهي ستناقش معظم القضايا المهمة بدءاً بالقضية الفسلطينية وانتهاءاً بالتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وايران، واعتقد هنا ان القادة المجتمعين سيخرجون بقرارت مهمة للغاية تغير من خارطة التحالفات الموجودة، مما سيولد حالة جديدة بعيدة عن لغة البيانات والخطابات الرنانة اليت تعودنها عليها في مثل هذه اجتماعات، وسيكون العمل لبناء المنطقة من جديد بعد القمة هو سيد الموقف بيعداً عن لغة العواطف التي تتحكم في كثير من الاوقات، لعلنا نخرج من ازماتنا المتكررة.
مقالات
انسانية الملك وحنكته السياسية وكيف الورء وعفوية الملكة
بقلم: رائد أبو عبيد