وبقدر ما سيعمل الملك والشعب اليوم على إطفاء شمعة الميلاد الـ58، بقدر ما يحرصان على إشعال شمعة أخرى، تنير درب الأمل في المستقبل، وتشكل مناسبة لوقفة تأمل، من أجل تدبر ما أنجز بالبلد، وما ينتظر الأردن في الغد، من أجل تأهيل الشباب ليضطلع بدوره كاملا في خوض معركة النهوض المجتمعي الشامل، التي فتح جلالته أوراشها، ونبه إلى عوائقها، وحدد أولوياتها، ودقق برامجها، وبلور آليات تنفيذها.
إن ميلادك سيدي كرنفال احتفالي متجدد بعهد جديد، مسبوغ بأسلوب الصراحة والمكاشفة، نهج متجدد رسًخ في النفوس والعقليات فضيلة الاعتراف بما يخترق النظم المجتمعية من مشكلات وأزمات، وهو الأداة الفعالة للتعرف على الواقع في حقائقه الملموسة على الأرض أولا، والمدخل الأساسي لإيجاد حلوله الناجعة ثانيا،الملك اليوم وبذكرى ميلاده يجدد لنا ضرورة الالتزام برؤيته الحكيمة في كيفية ادارة الامور سواء الداخلية او الخارجية، وها هو اليوم يسجل موقف مشرفا كما جرت عادته تجاه القضية الفلسطينية باللاءات الثلاث التي اطلقها دفاعا عن فلسطين والاردن، وداخليا وكما العادة نادرا ما يخلو خطاب ملكي من توجهات انتقادية كلما تطلب الأمر الحزم في مواجهة المظاهر، التي تهدد تماسك وتوازن النسيج الاجتماعي، وتفرخ ظواهر الإحباط والإقصاء والانحراف والتطرف، والوقوف بصرامة في وجه عوائق التنمية والاستثمار.
هذه هي المرتكزات الأساسية للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي التنموي التي ، إنها تحديات شباب اليوم لبناء أردن الغد، أردن الحداثة والتقدم والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
من هذه الزاوية، يعتبر عيد ميلاد ملك الشباب هو نفسه عيد الشعب، عيد الحب والفرح، واحتفال بالآمال المشرعة على إرادة البناء ليكون الأردن لكل الأردنيين، ولجعله عظيما كبيرا للإنتاج وخلق الثروة، وشعلة متوقدة لتوطيد الأمل، وترسيخ الثقة، في الحاضر والمستقبل.