لن ينسى الاردنيون هذا اليوم وستبقى الأجيال يرددون ان جيشنا الباسل عربي الهوى وسيبقى، ستبقى ذاكرة الايام تعود بنا الى عقود خلت، الى يوم صدح فيه صوت الباني الحسين مدوياً معلناً قراراً زغردت له النساء وهتفت له الرجال، قراراً سيادياً تاريخياً بإمتياز، ساهم في رسم صورة ناصعة للتاريخ الاردني المجيد والعابق بالحرية والكرامة، حينها اعلن المغفور له ابا الحسين طيب الله ثراه.
مقالات
تعريب قيادة الجيش صفحة من صفحات المجد الأردني
بقلم: رائد أبو عبيد
لن ينسى الاردنيون هذا اليوم وستبقى الأجيال يرددون ان جيشنا الباسل عربي الهوى وسيبقى، ستبقى ذاكرة الايام تعود بنا الى عقود خلت، الى يوم صدح فيه صوت الباني الحسين مدوياً معلناً قراراً زغردت له النساء وهتفت له الرجال، قراراً سيادياً تاريخياً بإمتياز، ساهم في رسم صورة ناصعة للتاريخ الاردني المجيد والعابق بالحرية والكرامة، حينها اعلن المغفور له ابا الحسين طيب الله ثراه.
أردني - رائد أبو عبيد - هو الجيش العربي المصطفوي، هو الجيش المتفرد الذي يحمل اسمه العربي، هو الجيش العقائدي الذي يحمل فوق رتبه من جندي الى فريق حب الوطن، والولاء لقائده، والانتماء لشعبه، فوق اي اعتبار، هو الجيش الذي يحتفل اليوم بتعريب قيادته، التي أُعلنت بصيحة هاشمية أصيلة في الأول من آذار من عام 1956، وما زال اليوم وللغد عربي الهوى والانتماء.
كان حلم تعريب الجيش هاجسا يراود المغفور له الحسين بن طلال منذ توليه سلطاته الدستورية، وكان تحقيق هذا الحلم يتطلب من جلالته حكمة عالية وجرأة قل نظيرها في تلك الاوقات، ليثبت هوية الجيش المصطفوي العربية النهج والمبدأ، وتم اتخاذ القرار الذي وصفه ابناء ذاك الجيل بالقرار الصائب والاهم، حيث تم عزل قائد الجيش البريطاني كلوب باشا وحاشيته، وتسلم دفة القيادة كوكبة من القادة الاردنيين العرب الاشاوس.
لن ينسى الاردنيون هذا اليوم وستبقى الأجيال يرددون ان جيشنا الباسل عربي الهوى وسيبقى، ستبقى ذاكرة الايام تعود بنا الى عقود خلت، الى يوم صدح فيه صوت الباني الحسين مدوياً معلناً قراراً زغردت له النساء وهتفت له الرجال، قراراً سيادياً تاريخياً بإمتياز، ساهم في رسم صورة ناصعة للتاريخ الاردني المجيد والعابق بالحرية والكرامة، حينها اعلن المغفور له ابا الحسين طيب الله ثراه.
وبصوت هاشمي صلب، قائلا بعد تنحيته لكلوب باشا ومن معه: (أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطا وحرساً وجنوداً ، وبعد فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمةً لبلدنا ووطننا أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش فنفذناها متكلين على الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة أُمتنا وإعلاء كلمتها وإنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم ، النظام والطاعة..).
ولأهمية قرار التعريب في ذهن الملك الباني قال في كتاب (مهنتي كملك) (تعود اولى تجاربي كملك للاردن إلى عام 1956، فإنهاء خدمات الجنرال كلوب بعد خدمة في الأردن بلغت ستة وعشرين عاماً كانت حدثاً هاماً جداً وينبغي أن يكون المرء أردنياً او أن يعرف مشاكل بلادي معرفة عميقة ليتسنى له ادراك اهمية هذا الحدث اذ توجد دوماً في تاريخ البلدان الصغيرة لحظات حاسمة يتوجب على المرء فيها أن يكبح جماح عواطفه الشخصية وأن يطلق العنان للموضوعية، وكثير من الناس من اخذ علي بمرارة هذا الحل المتطرف، ولقد أوْل موقفي تأويلاً خاطئاً جداً على انه اهانة متعمدة اصيب بها الحلفاء الغربيون وهذا التأويل ما هو الا محض اختلاق).
فقد كان قرار تعريب قيادة الجيش تجسيداً حقيقياً لآمال الامة وتطلعات الشعب، وتحقيق طموحاتهم في التحرر من الهيمنة الأجنبية، وتحقيقا لمنال آل هاشم الاخيار، وحرصهم على تكوين جيش عربي قوي ينافح العالم في الدفاع عن مكتسبات الوطن ومنجزاته، فكان قرار التعريب وقتها وما زال لليوم وسيبقى للغد، انجازاً قومياً حفر في ذاكرة الاردنيين، وعمق مشاعر الحرية والنهضة التي رسخ قواعدها جلالة المغفور له باني صروح الاردن الحسين بن طلال، واكمل عليائها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي رسم الطريق للامة وفتح الآفاق الرحبة من التحدي والاصرار والصبر والانجاز ليتسيد الجيش العربي الاردني في مقدمة جيوش المنطقة بالخبرة والحكمة والقدرة والانتماء للوطن ولقيادة الوطن.
فها هو اليوم الجيش الاردني، جيش عربي مصطفوي، يدافع عن الاردن وعن فلسطين وعن الامة بأكملها من محيطها لخليجها، منافحاً عن كل ارض عربية داهمها الخطر، وهو اليوم يدافع عن العدالة والسلام والاستقرار على امتداد الكوكب، ليكون بذلك الجيش العربي العصي على كل المؤامرات والدسائس والأحقاد، عندما يجسد انتصار الانسان لاخيه الانسان ضد القهر والعدوان والتسلط ،ايا كان مكان وزمان ذلك الانسان، نعم هذا هو الجيش الاردني الباسل عماد الاردن للحاضر والمستقبل معاً، فالخدمة في صفوفه شرف ليس كمثله شرف، فهو جيش الاحتراف والانضباط والدقة والنزاهة والاخلاص للوطن ولقائد الوطن الهاشمي الاصيل راعي المقدسات الملك عبدالله الثاني بن الحسين.