أردني - رائد أبو عبيد - حين نسمع اسم المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال، يسبح في فلك خيالنا ذلك الملك العظيم الذي قاد مسيرة عظيمة طرزها بالحب والوفاء لتراب الاردن، ذهب جسده وبقيت روحه تطوف بنا وهو الذي قال يوما (إني أحب هذا الشعب حبا عظيما.. فلولاه لما كنت شيئا) كأنه قد رسم امام عينيه ايمان شعبه به وبذكراه العطرة.
فكان حقا علينا في هذه اليوم استذكار العظماء من امثال الحسين الاب الحاني، فواجب علينا ذكر مناقبهم التي لا تنضب، ويجب ان نقول كلمة الحق في حقهم، ويجب ان نحتفي بذكراهم، فالحسين هو ضمير الاردن الحي، هو نعمة قد من الله علينا بها بوفائه والتزامه وحرصه على مقدرات الوطن.
الحسين بن طلال كان رجل المواقف فكانت له صولة في ميادين الحق والرجولة وغيرة ليس لها مثيل على الوطن، كان رحمه الله يؤمن بكرامة المواطن، كان صلبا يدافع عن المظلوم، شهما كريما، كان متساميا في خلقه، وكان التواضع سمة بارزة في محياه، كان جسورا هدارا عند المساس بالوطن.
نقول لك يا مليكنا ونحن نستذكر لحظة رحيلك وانت والاب والاخ، ان امثالك وان غابوا جسدا فروحهم حاضرة في قلوبنا، فبهذا اليوم الحزين نكست الاعلام في 170 دولة حول العالم، واجتمع في عمان 140 زعيم وملك ورئيس، ونكس علم الامم المتحدة، وصاح الاردنيين بصوت واحد بالروح بالدم نفديك يا حسين وما زالت امانينا بان يستحضر الحسين مرة اخرى، رحمك الله فقد عشت طيبا ومت طيبا، وعاشت ذكراك طيبة.
الحسين اعطى اللواء بعده للملك المعزز عبدالله الثاني فكان هو امل الماضي والحاضر، واليوم واذ يتجدد العهد والوفاء والبيعة ونستذكر في وطننا بذكرى ستظل صداها وذكراها في قلب كل مواطن أردني، وتنمي فينا الاجتماع والتآلف والتعاضد والتكاتف الذي هو سمة بلادنا الحبيبة وطننا الآمن، فهي موعد مع الوفاء والعهد بكل معانيه، وفاء للملك المغفور له باذنه ربه الملك الحسين بن طلال ، وعهد مع ملك الحكمة ورائدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والساعي في النهضة التنموية، وقائد الرؤية التطويرية الإصلاحية، وصاحب المبادرات الاستثنائية، التي بها وبمنجزات الوطن في عصره تحققت للمملكة الاردنية الهاشمية الريادة والمثالية ووضعت بصمتها مؤثرة على خارطة العالم.
واليوم وفي ذكرى الوفاء والبيعة يترتب علينا نحن الاردنين ان نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا ورؤيتها، وان نتكاتف جميعنا مع مؤسسات الوطن العسكرية منها والمدنية، لنسموا باردننا عالياً سامياً مفتخراً بأبنائه وانجازاتهم، فالبناء والنهوض بالوطن مسئولية الجميع وليس مسئولية الدولة فقط او جهات معينة دون بقية المجتمع و الافراد وبقية الناس فالوطن الناهض والناجح هو بأبنائه وتكاتفهم على ذلك سواء داخل الوطن او خارجه.
حمى الله الوطن وحمى قائده وشعبه